تعتبر مشكلة السمنة والوزن الزائد من أكثر المشكلات الصحية انتشارا في العصر الحديث وبخاصة في الدول المتقدمة فهل يساعد التدخل العلاجي باستخدام التنويم الإيحائي أو المغناطيسي في حل تلك المشكلة ..
تعد السمنة من أكثر المشكلات الصحية شيوعا على مستوى العالم وقد لاقت اهتماما من قبل الهيئات الصحية والبحثية لإيجاد حلول لها حيث أنها لا تقتصر على زيادة الوزن فقط بل يمتد أثرها على الصحة العامة وأيضا على الصحة النفسية، وقد تؤثر مشكلة الوزن الزائد بدورها على حدوث بعض الأعراض الصحية الأخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأيضا مرض السكري وغيره .
كما قد تتسبب أيضا في حدوث بعض الأعراض النفسية المؤثرة على جودة الحياة، مثل بعض اضطرابات الأكل المرضية والاكتئاب ونقص الثقة بالنفس وانخفاض تقدير وإحترام الذات .
إن المطالع لمشكلة السمنة قد يجد العديد من الأنظمة الغذائية والدوائية التي يُسوَق لها بهدف إنقاص الوزن، كما قد يجد أيضا العديد من التوجيهات والإرشادات على شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها .
لكن تكمن المشكلة الكبرى في عدم فاعلية تلك البرامج واستمرارية نتائجها؛ فإن من يخضعون لبرامج انقاص الوزن ويتبعون أنظمة غذائية محددة المدة قد يفقدون خلال مدة البرنامج كثير من الكيلوجرامات لكنهم فيما بعد إنتهاء فترة البرنامج قد يعودوا إلى الوزن السابق أو يكتسبوا وزنا أكثر مما قد فقدوه سابقا . [1]
وحيث إن مشكلة السمنة غالبا ما تتعلق بأنماط العادات السلوكية والغذائية والحياة الصحية؛ فكان التوجه البحثي من خلال البحث عن طرق غير تقليدية لتغيير طريقة التفكير وتلك العادات؛ فاتجهت بعض الدراسات [2]نحو تحديد فعالية التنويم الإيحائي على المرضى الذين يعانون من مشكلة السمنة في سبع دراسات أقيمت على إجمالي 539 فرد من الرجال والنساء تتراوح أعمارهم بين سن 17 و67 سنة .
التنويم المغناطيسي كعلاج بديل للسمنة :
اكتسب التنويم الإيحائي في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا باعتباره علاج بديل أو تكميلي في علاج السمنة والوزن الزائد وحيث يعرف التنويم بأنه حالة معدلة من الوعي يكون العقل فيها أكثر انفتاحا لتقبل الاقتراحات والاستجابة إليها؛ ففي الدراسات المشار إليها تم قياس الوزن والطول وكتلة الجسم واختبار العادات والسلوكيات الخاصة بالطعام والنشاط قبل بدء البرنامج وخلاله وبعده .
وقد تبين انخفاضا ملحوظا في الوزن وكتلة الجسم لدى المشاركين في تلك الدراسات كما أكدت تقاريرهم أن هناك تغيرا ملحوظا في النشاط البدني وفي العادات الغذائية لدى المشاركين في البرامج العلاجية.
وقد ساعد التنويم الإيحائي من خلال الاقتراحات المقدمة خلال الجلسات بِحَثّ المشاركين على تناول غذاء ذو سعرات حرارية أقل وكذلك إجراء تغييرات في أنظمتهم الغذائية وتشجيعهم على الانتظام في ممارسة الرياضة والنشاط البدني كما استمر الحفاظ على النتائج المكتسبة من الحصول على جسم مثالي والاستمرار على النشاط والعادات الصحية في الطعام .
كما أشارت دراسة أخرى لوجود تغيرات في مستويات مؤشر كتلة الجسم ومستويات اللبتين ( Leptin ) في تحاليل المشاركين في تلك الدراسة، في حين زادت مستويات هرموني الأدينوزين والإيريسين(Apd and irsin ) .
ومما تقدم يتضح أن دور التنويم المغناطيسي سواء كان على يد متخصص أو القيام بالتنويم الذاتي له أثر فعال
في علاج السمنة وانقاص الوزن وإحداث تغيرات كبيرة في مستويات اللبتين والأدينوسين كما يعزز من مواصلة النشاط الرياضي والبدني ويغير من العادات الصحية والغذائية التي تعزز استمرار الحفاظ على جسد مثالي. كما أنه علاج تكميلي آمن وليس له أية آثار جانبية .
قام بكتابته ممارس التنويم الإيحائي : مجدي فوده، لصالح منصة هيبنوفايبس