تعتبر الحالة التنويمية جزءا من حياتنا اليومية؛ فهي جزء من تجربتنا الإنسانية المشتركة؛ فمنا من يستغرق في عمل ما وينفصل جزئيا عن المحيط مثل الاستغراق في قراءة كتاب أو رواية، أو مشاهدة فيلما سينمائيا، وأيضا من يمر بحالة خشوع في الصلاة، أو استغراقا في التأمل، وكذلك الاستغراق في عمل إبداعي كالكتابة أو الرسم على سبيل المثال .
فنحن جميعا نمر بتلك الحالة من التركيز على شئ محدد والانفصال من خلاله عن المشتتات الأخرى من حولنا، ولكن دون أن نمر بحالة فقدان الوعي بالمحيط أو المكان الذي نجلس فيه .
خلال جلسات التنويم الإيحائي يقوم المعالج أو الممارس المُدَرَب بتوجيه الشخص للدخول في تلك الحالة من الاسترخاء أولاً ثم تعميق عملية الاسترخاء وتوجيه الإنتباه عن طريق الاقتراحات الشفاهية ثم التخيلات والتكرار .
وعندما يدخل الشخص في تلك الحالة؛ فإن هذا المستوى من الانتباه والتركيز يسمح له بتجاهل المشتتات المحيطة ويصبح أكثر إنفتاحا لتقبل الاقتراحات المستهدفة من الجلسة وبالتالي تحقيق الهدف المطلوب منها .
اذاً فما هو تعريف التنويم الإيحائي وما هى خطوات ومراحل الجلسة ؟
التنويم الإيحائي هو:
هو حالة من الوعي المعدل يتم فيها تجنب العنصر الناقد ثم التركيز على الاقتراحات بهدف التطوير والعلاج، الذي يقوم من
خلاله المعالج والمستفيد سوياً ببناء هذه الحالة التنويمية باستخدام التخيل لقبول الإقتراحات التنويمية . [1]
كيف يعمل التنويم الإيحائي:
ترجع آلية عمل التنويم الإيحائي إلى إستثارة العمليات العصبية داخل العقل؛ فالدخول في حالة عميقة من الإسترخاء والتركيز الموجه معا لتستمتع خلال الجلسة بعقل هادئ قادر على التركيز والإستفادة من القدرات المختلفة للعقل مستثيرا لأجزائه التي ينشأ منها الأفكار والقناعات والتصورات والأحاسيس والعواطف والذكريات ومحفزات السلوكيات ..
وفي هذه الحالة تكون أكثر انفتاحا وتقبلا لإقتراحات المعالج وتوجيهاته التي تهدف إلى مساعدتك على تعديل وإستبدال الأفكار اللاواعية التي تحفز سلوكك الحالي أو تعيقك في الإستمرار علي سلوك تريد تحقيقه .
وتتحقق هذه العملية داخل جلسة التنويم الإيحائي من خلال أربعة مراحل ،، [2]
مراحل جلسة التنويم:
التوجيه للإسترخاء
هذه المرحلة يقوم فيها المعالج بتوجيهك للاسترخاء وتركيز انتباهك عليه وذلك عن طريق التنفسات شهيقا وزفيها بطرق مختلفة لتهدئة العقل، أو عن طريق التخيلات البصرية وغالبا ما يجمع بين التخيل والتنفسات لتسريع الوصول لمرحلة استرخائية ملائمة يحثك فيها المعالج على تهدئة التنفس وإغلاق العين واسترخاء العضلات .
مرحلة التعميق
وتعد تلك المرحلة الجزء الثاني من عملية الاسترخاء والتركيز على الدخول في مرحلة أعمق لتوجيه العقل هو الآخر للإسترخاء بعمق بهدف التركيز على الإقتراحات و الإنفتاح نحو تقبلها .
الإقتراحات
وتعد هذه المرحلة هي المرحلة الفاعلة للتنويم الإيحائي والتي تميزه عن تقنيات أخرى تستخدم الإسترخاء العقلي فقط كالتأمل .
فهي تهدف إلى التغيير الفعلي في الخبرة أو السلوك أو الإدراك، وتركز على الأفكار والقناعات لإستكشافها وتعديلها أو إسبدالها من أجل تحقيق التغيير المطلوب في الفكر والعواطف والأحاسيس والسلوك .
فعلى سبيل المثال: إذا كان الهدف من الجلسة تقليل الوزن والحصول على جسم مثالي، يتم ءلك عن طريق تحديد الأفكار والمشاعر التي تدفعك إلى الرغبة في تناول الطعام بطريقة غير صحية ومضرة، ثم الحث على إستبدال تلك الأفكار بأخرى تدعم الهدف، وكذلك تثبيت الأنماط السلوكية الصحية التي تعزز الوصول إلي الهدف، إضافة إلى التصورات والتخيلات الذهنية المستقبلية عن الجسد الصحي والقوام المثالي .
الخروج من حالة التنويم الإيحائي
وهنا يقوم المعالج بعكس الإقتراحات التنويمية وتوجيهك عن طريق الإقتراحات اللفظية للخروج التدريجي من الحالة والعودة إلى الحالة العادية للإنتباه .
ونحن هنا في منصة هيبنوفايبس نقدم لعملائنا دليلا تعريفيا خاصا لكل جلسة متوفرة على منصتنا مع فيديو يشرح لك
المزيد لتحصل على أكبر قدر من الإستفادة من جلساتنا . [3]
قام بكتابته ممارس التنويم الإيحائي : مجدي فودة، لصالح منصة هيبنوفايبس