دور التنويم المغناطيسي أو الإيحائي في الحد من أعراض القلق العام واضطراب القلق
يعد اضطراب القلق من الاضطرابات الشائعة في عصرنا الحالي والذي يؤثر بدوره على ملايين البشر حول العالم . وبالرغم من أن القلق قد يعد استجابة طبيعية تجاه بعض المثيرات غير السارة والذى يعتبره التطوريون أحد استراتيجيات البقاء التي لابد من وجودها كاستجابة طبيعية تضمن حفظ النوع؛ حيث أن وجود مشاعر مثل القلق والخوف قد تحافظ علي حماية الإنسان وتجنبه بعض الأخطار التي قد يواجهها، لكن الإفراط في القلق مع عدم وجود سبب آني أو في ظل وجود أسباب لا يتناسب حجمها مع مقدار القلق والتوتر المصاحب لتلك الأسباب؛ فهنا يعد القلق إضطرابا مرضيا يستوجب التدخل العلاجي؛ حيث يؤثر القلق المرضي على الصحة العامة للفرد وتمتد آثارهِ لِتسبب بعض الأمراض الجسدية مثل امراض القلب والاوعية الدموية، كما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق من هذا الشعور الذي لا يختفي ويؤثر على حياتهم وجودتها حيث يسبب القلق شعورا بعدم الارتياح والخوف المرضي وتسارع ضربات القلب و الشعور بالإرهاق العام .[1]
وتعرف الجمعية الامريكية للطب النفسي القلق بأنه استجابة موجهة نحو المستقبل وإحساس يرتبط بمشاعر من التوتر والخوف وارتفاع ضغط الدم وهو مختلف عن الخوف، كون الخوف يرتبط بوجود مثير حالي محدد وأنه استجابة مناسبة وموجهة نحو الحاضر لوجود مثير محدد وواضح . لذا كان الاهتمام بعلاج اضطراب القلق، لما قد يتسبب فيه من أضرار أخري في الصحة العامة ..
وقد تعددت طرق العلاج وأيضا الأبحاث لمحاولة إيجاد أفضل الطرق لعلاجه، ومنها الطرق الدوائية والطرق السيكولوجية التي يبرز فيها العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، وفي الآونة الأخيرة ومع الاهتمام بالتنويم الإيحائي لاعتباره أداة الدعم النفسي الأسرع والأقل تكلفة قامت الدراسات التي تحدد مدى فعالية التنويم المغناطيسي في علاج اضطراب القلق العام وكذلك القلق الناجم عن الإجراءات الطبية المرتقبة مثل قلق ما قبل إجراء العمليات الجراحية وكذلك اضطراب القلق العام لدى مرضى السرطان أثناء فترة تلقي العلاج .
ففي دراسة أقيمت في عام 2016 [2] لجمع دراسات سابقة وتحليلها إحصائيا لقياس ما إذا كان التنويم الإيحائي مفيدا لتقليل القلق المرتبط بالإجراءات الطبية لمرضى السرطان حيث يلازمهم القلق والخوف لكثرة الإجراءات الطبية وطولها أيضا وكذلك قد يكون للتداخلات الدوائية التي تثبط القلق آثارا جانبية سلبية على حالتهم؛ لذا أصبح من الضروري قياس التدخلات غير الدوائية والتكميلية فقام الباحثون بتحليل إحصائي لدراسات متتالية تتخطي العشرون دراسة لمجموعات مختلفة من حيث العمر والنوع، وهذا التحليل لقياس و معرفة تأثير التنويم المغناطيسي على تقليل القلق لديهم وأيضا استدامة هذا التأثير.
وجائت النتائج أن التنويم الايحائي له تأثير فورى وكبير على تقليل القلق وكذلك أفادت النتائج أن هذا التأثير مستداما وفعالا للأطفال وللبالغين من المرضى؛ كما أشارت النتائج أن تأثير إجراء جلسات التنويم على يد المعالج بالتنويم الإيحائي كان لها أثر أكبر من الأثر المترتب على التنويم الذاتي الذي شملته دراسات أخري .
- أما عن قياس القلق المرضي؛ ففي دراسة أخري بجامعة هارفارد أفادت نتائجها بعد تحليل تلوي ل خمسة عشر دراسة اخرى؛ أنه قد تحسن أكثر من أربع وثمانون بالمائة من المشاركين الذين تم استخدام التنويم المغناطيسي لعلاج القلق لديهم، وأشار أيضا إلى إمكانية دمج التنويم مع علاجات أخرى مثل العلاج المعرفي السلوكي لضمان فعالية اكبر. [3]
- وهناك العديد من الدراسات الأخري التي نوردها في مواضع أخري والتي توضح تأثير التنويم الإيحائي في الحد من القلق ما قبل الوضع للنساء الحوامل والعديد من التدخلات الطبية الأخرى
وختاما متابعينا الأعزاء قد يكون تعلم التنويم الذاتي أو تجربة التنويم الايحائي له تأثير قوى على تقليل القلق، فقط لتغمض عينيك وتسترخي وتحد من القلق لتستمتع بالحياة .
• قام بكتابته ممارس التنويم الإيحائي : مجدي فوده، لصالح منصة هيبنوفايبس